20:45
طباعةمشاركة
  • Bird
    ما الذي يجعل العصفور عصفورًا؟

ما الذي يجعل العصفور عصفورًا؟

שם כותב

طباعةمشاركة

ما الذي يجعل العصفور عصفورًا؟

كلّنا نحبّ تأمّل الطيور خلال طيرانها من فوقنا، لكنّ الطيور قادرة على أكثر من ذلك: إنّها تُقلع وتهبط، تغوص وتحفر، تفترس وتنقضّ وتفعل الكثير من الأمور المختلفة والغريبة.  تضمّ شعبة الطيور حوالي 9,000 جنس تعيش في جميع أرجاء العالم- بين خطّ الاستواء والقطبين الباردين، في الصحاري، في الجبال الشاهقة على أسطح البحار وفي الجزر؛ منها الكبير ومنها الصغير، تعيش في أسراب أو فُرادى؛ تطير ببراعة أو لا تطير إطلاقًا. لكن بالرغم من هذا التنوّع الهائل، هناك عدّة أمور تميّزها جميعًا.

 

إذًا، ما الذي يجعل العصفور عصفورًا؟

أوّلًا: العصافير فقط هي التي يكسوها الريش! يتكوّن الريش من مادّة الكارتين، وهو البروتين الذي تتكوّن منه أظافرنا وشعرنا. يوفّر الكارتين للريش قوّته النسبيّة ومرونته الكبيرة. للطيور أنواع مختلفة من الريش: ريش الطيران، الذي يدلّ اسمه على وظيفته- المساعدة في الطيران؛ ريش الذَّنَب- الذي يُستخدم كمِقْوَد للتوجيه خلال الطيران؛ ريش الجسد- الذي يُستخدم لتغطية الجسد ويُكون مبنًى متجانس وإيروديناميكيّ؛ ريش الزغب، وهو ريش ناعم ومنتفخ، يساعد في حفظ حرارة الجسم؛ ريش الزينة- الذي يُستخدم للعرض والمغازلة، مثل: ريش الطاووس.

ثانيًا – الأجنحة! لجميع الطيور أجنحة، ولكن ليست كلّها ​​قادرة على الطيران. فللبطاريق والنعام، على سبيل المثال أجنحة، لكن لا يمكنها أن تطير. لدى أنواع الطيور القادرة على الطيران، مبنى الجناح ديناميكيّ هوائيّ ويشبه جناح الطائرة. تتمّ ملائمة شكل وحجم الجناح لطريقة الطيران. بالنسبة إلى الأجناس التي تتطلّب القدرة على المناورة الجوّيّة لمسافات قصيرة نسبيًّا، لالتقاط فريسة أو التهرّب من المُفترس، على سبيل المثال، هناك أجنحة مستديرة وواسعة. هذه الأجنحة توفّر قدرة ممتازة على التوجيه وسرعة عالية، التي تعتبر ضروريّة للطيور التي تعيش في المناطق المشجّرة نسبيًّا، مثل: القيق الأوراسيّ، نقّار الخشب والصقر.
أجنحة الأنواع التي تمكث وقتًا طويلًا في الجوّ، مثل: السنونو والقطرس الخجول، ضيّقة، طويلة ومدبّبة. تتيح الأجنحة من هذا النوع الطيران بسرعة كبيرة جدًّا، من دون توليد مقاومة مائع – القوة التي تحدّ من سرعة الطيران وتؤدّي إلى الحاجة إلى استثمار المزيد من الطاقة في الطيران. الطيور الكبيرة، مثل: النسر أو البجع، تنساب في الهواء بفضل الأجنحة الواسعة والطويلة. الانسياب وهو الطيران السلبيّ، يسمح للطيور الكبيرة بقضاء وقت طويل في الهواء، في حين إنّها تستثمر الحدّ الأدنى من الطاقة.
خفّة الوزن… إحدى أكثر الخصائص المميّزة للطيور هي أنّها خفيفة جدًّا (ليس عبثًا يُقال وزن الريشة…). لكي يطير في الهواء، على الطير أن يكون خفيفًا. للطيور عدّة سمات تُسهم في انخفاض وزن أجسامها. أوّلًا، عظامها، والتي على الرغم من قوّتها النسبية، إلّا إنّها جوفاء. ثانيًا، الغلاف الريشيّ خفيف الوزن بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، بعض العظام المميّزة لأجسام الفقاريّات الأخرى قد اتّحدت معًا، بحيث أصبح عدد العظام في أجسام الطيور أقلّ، ممّا يخفّف الوزن أيضًا.

وهناك ميزة أخرى- جيوب الهواء…

جيوب الهواء والتنفّس الناجعة: تتمتّع الطيور بجهاز تنفّس فريد من نوعه، والذي يتضمّن جيوب هواء التي تزيد من نجاعة التنفّس: في أثناء الشهيق، يدخل قسم من الهواء إلى الرئتين، وقسم يدخل إلى جيوب الهواء. عند الزفير، ينتقل الهواء الغنيّ بالأكسجين الموجود في جيوب الهواء إلى الرئتين. وبالتالي فإنّ الطيور تحصل على الهواء الغنيّ بالأكسجين، ليس عند الشهيق فحسب، بل عند الزفير أيضًا. جيوب الهواء تقلّل أيضًا من الوزن النوعيّ للجسم، الأمر الذي يسهّل عمليّة الطيران.

الأكل كالعصفور– بواسطة المنقار! لجميع الطيور مناقير، والتي تُستخدم للبحث عن الطعام، التقاطه، تقطيعه، وأكله. تمّت ملاءمة شكل المنقار لنوع الغذاء: منقار ضيّق وطويل، مثل منقار الهدهد، ملاءَم للبحث عن الحشرات والديدان في التربة؛ منقار قصير وسميك، مثل منقار عصفور الدوريّ، ملاءَم لأكل البذور؛ منقار واسع ومُسطّح، مثل منقار البطّ، ملاءَم لتصفية الطعام من الماء؛ منقار مَحْنِيٌّ، مثل منقار العُقاب، ملاءَم لتمزيق اللحم.
كلّ هذه الميزات الخاصّة – الريش، الأجنحة، المناقير، العظام الجوفاء والملتحمة وجيوب الهواء، هي التي تمنح العصافير قدراتها الخارقة. في المرّة القادمة، عندما تزقزق العصافير بالقرب من نافذتكم، أو تحلّق فوقكم في مكان ما في السماء، تأمّلوها جيّدًا، ربّما تعرفونها الآن أكثر بقليل؟

قد يثير اهتمامك أيضًا

جميع الحقوق محفوظة لمتحف الطبيعة على اسم شتاينهارت
אזור תוכן, for shortcut key, press ALT + z
Silence is Golden