05:33
طباعةمشاركة
  • נעמיות
    بحث جديد: التزيّن بالقواقع قبل 100 ألف سنة بفضل اختراع الخيطان

بحث جديد: التزيّن بالقواقع قبل 100 ألف سنة بفضل اختراع الخيطان

طباعةمشاركة

 اكتشف في البحث الذي أجراه متحف الطبيعة على اسم شتاينهارت في جامعة تلّ أبيب، بالتعاون مع معهد الآثار في جامعة حيفا، أنّ الإنسان القديم لم يستخدم القواقع كزينة فقط، لكن اتّضح أنّه في نطاق الفترة الزمنيّة 120-160 ألف سنة قبل عصرنا، اخترع الخيط الذي ربطت به الخرزات.

يتّضح من بحث جديد أجرته الدكتورة دنيئيلا بار يوسف من متحف الطبيعة على اسم شتاينهارت في جامعة تلّ أبيب، بالتعاون مع الدكتورة إيريس غرومن-ياروسلافسكي من مختبر دراسة علامات الاستخدام في معهد الآثار على اسم زينمن، جامعة حيفا، أنّ قوقعة كليسيمريس التي يُطلق عليها “الأصداف”، الأكثر انتشارًا في شواطئ البحر في إسرائيل، استخدمها الإنسان القديم كعناصر للزينة بالفعل قبل أكثر من 100000 سنة.

تستند استنتاجات البحث على نتيجتين رئيسيّتين: اكتشفت في كهف ميسلية الذي على الكرمل، الذي عُثر فيه على آثار إنسان حديث جاء من إفريقيا قبل أكثر من 160،000 سنة، مجموعة قواقع لم تكن مثقوبة.  البعض منها كان بالإمكان استخدامه كغذاء (أكل الرخويّات، الذي كان مألوفًا من مواقع أخرى في حوض البحر المتوسّط) والبعض الآخر تمّ جمعه كما يبدو لأجل قيمتها الرمزيّة. تظهر الدراسات المختلفة أنّ الإنسان لديه ميل إلى الأشكال الدائريّة المقوّسة ويحتمل أنّ جمع قوقعة كليسيمريس كان مرتبطًا بعالم معتقدات القدماء. من المثير الإشارة إلى أنّه حتّى في موقع في جنوب إفريقيا الذي اكتشفت فيه قوقعة كليسيمريس غير مثقوبة من قبل حوالي 160،000 سنة قبل عصرنا.

من ناحية أخرى، في موقع مغارة القفزة في الجليل الأسفل، الذي اكتشفت فيها أيضًا آثار إنسان حديث يتراوح عمره ما بين 120،000 وحتّى 92،000 سنة قبل عصرنا، تمّ العثور على قواقع كليسيمريس أخرى. تمّ العثور هناك على أنّ جميع القواقع ذات ثقب في الرأس وأنّها نظّمت على خيط. تضاف هذه إلى أدلّة أخرى من مواقع أخرى من نفس العمر في البلاد وفي شمال إفريقيا التي جرى فيها استخدام القواقع المثقوبة.

ولكي نثبت حقيقة أنّ القواقع قد تمّ ترتيبها، أجرت الدكتورة إيريس غرومن-يروسلافسكي من مختبر دراسة علامات الاستخدام في معهد الآثار على اسم زينمن، في جامعة حيفا، سلسلة تجارب بغية فحص العلامات المجهريّة التي تتكوّن على متن القواقع بعد أن استخدمها الإنسان: تآكلت القواقع في التجربة (الحديثة) مقابل الموادّ الطبيعيّة المختلفة: الخشب، الجلد، والطين والصمغ وأنواع مختلفة من الحجارة والمغرة (لون التراب الأحمر). بالإضافة إلى ذلك تمّ إنتاج الخيطان من خيوط الكتّان وتمّ إدخالها في القواقع المثقوبة بشكل طبيعيّ (التي يمكن العثور على مثيلاتها على شاطئ البحر).

قوقعة كليسيمريس حديثة رُبط فيها خيط من الكتّان. تصوير إيريس غرومن-يروسلافسكي

تقول الدكتورة دنيئيلا بار يوسف: “إنّنا نعتقد أنّ الزينة لم تهدف للتعبير عن المعتقدات التي عزاها الإنسان للقواقع فحسب، بل ربّما إلى التعبير عن الهويّة أو الانتماء القبليّ أو الطبقيّ إزاء مجموعات بشريّة أخرى. يعتبر توقيت اكتشاف الخيطان ذي أهمّيّة تتجاوز الرغبة أو القدرة على الزينة. أتاحت التكنولوجيا القائمة على الخيطان عددًا من التطوّرات الإضافيّة المتعلّقة بالتطوّر البشريّ، من ضمنها إنتاج مصائد الصيد وشباك الصيد، وإنتاج القوس (لغرض الصيد بالسهم)، الصيد بالصنّارات والاستخدامات المتنوّعة المتعلّقة بالإبحار في البحر- على سبيل المثال، ربط القطع الخشبيّة لتكوين العوّامة، وكذلك الاستخدامات المختلفة المرتبطة بالملابس. ليست لدينا في هذه المرحلة أدلّة مباشرة لهذه التكنولوجيّات في تلك الفترة القديمة، لكن الأدلّة المجهريّة على وجود الألياف من النباتات آخذة في الازدياد في السنوات الأخيرة”.

الشركاء في البحث من جامعة حيفا، تلّ أبيب، القدس، هارفارد في الولايات المتّحدة وبوردو في فرنسا هم مديرو التنقيب في الموقعين اللذين اكتُشفت فيهما النتائج. عوفر بار-يوسف الذي قام بالتنقيب في مغارة القفزة وكان مشاركًا في هذا البحث في مراحله الأولى، توفّي قبل بضعة أشهر من صدور هذا المقال.

قد يثير اهتمامك أيضًا

جميع الحقوق محفوظة لمتحف الطبيعة على اسم شتاينهارت
אזור תוכן, for shortcut key, press ALT + z
Silence is Golden