عتَبات | يبتكر زيلبرمن

يدعو عمل الفنّان الإسرائيليّ شاي زيلبرمن الجمهور إلى رحلة بصريّة في عوالم يتلامس فيها الكائن الحيّ والإنسانيّ بأشكال جديدة وغير متوقّعة. معرض “بوب-آب” أصليّ جديد في الطابق الثاني من المتحف.

في أعماله الفريدة، يبتكر زيلبرمن كولّاجات لمخلوقات حيوانيّة، مفكّكة ومركّبة من جديد من صفحات أدلّة الحيوانات القديمة. كلّ مخلوق يجسّد كيانًا من الطبيعة البرّيّة أُعيد خلقه من صنع الإنسان: الثدييّات، اللافقاريّات، مفصليّات الأرجل، الطيور والزواحف، كلّها تمرّ بتحوّل. تتحرّك أعمال زيلبرمن بين الواقع والخيال، وتجمع بين الإنسانيّ والحيوانيّ، بين الثقافة والطبيعة، مع طمس الحدود المتخيّلة بينهما.

في متحف الطبيعة بالذات – وهو حيّز علميّ يشكّل فيه الفهرس أساس العرض – ترفض أعمال زيلبرمن كلّ فهرسة تقليديّة. تتحوّل المادّة الخام من الورق والكتاب في يدي زيلبرمن إلى حليّ طوطم حيّة ومؤثّرة. هكذا تنشأ نظرة جديدة إلى العلاقات بين الإنسان والطبيعة. تتحقّق كلمات أوفيد في “التحوّلات” – “رغبتي القويّة أن أغنّي تحوّلات الأشياء التي غيّرت صورها وجدّدتها” – في عمل زيلبرمن، الذي يدمج الروحانيّ والمادّيّ في خلق “وجوه جديدة على وجه الأرض”.

الأعمال في معرض “عتَبات” لا تتحدّث عن الطبيعة فحسب، بل تعكس المبادئ القائمة فيها، من تحوّل وتغيّر دائم. تندمج كولاجات زيلبرمن في نسيج إبداعيّ، يدعو المشاهدين إلى تجربة نظرة جديدة، تزعزع التمييز بين الحيوان والإنسان، بين الروحانيّ والملموس. “في حيّزات الحلم ثمّة حاجة إلى أجنحة”، يقول النصّ المرافق للمعرض، ويعكس التوق الداخليّ إلى الولادة من جديد من خلال الخيال.

عن الفنّان – شاي زيلبرمن:

شاي زيلبرمن (مواليد 1976)، يقيم في يافا، يبدع في الكولاج اليدويّ والطباعة. خرّيج أكاديميّة الفنون الجميلة في باريس (Beaux-Arts)، عرض معارض فرديّة في متاحف وصالات عرض في البلاد والعالم، وفي معارض جماعيّة في متحف إسرائيل، ومتحف تل أبيب للفنون، وصالة العرض في كلّيّة بروفيدنس رود آيلاند، ومتحف حيفا وغيرها. أعماله مدرجة في مجموعات عامّة وفي أهمّ المتاحف في إسرائيل. على مرّ السنين، حظي باعتراف واسع وجوائز، منها جائزة إليما ريتا للفنّ الطباعيّ لعام 2022 وجائزة آن وآري روزنبلات للفنّ المعاصر في إسرائيل لعام 2021.
إلى موقع الفنّان