14:39
طباعةمشاركة
  • שממית
    على شرف العام الجديد، أنواع جديدة للعلم

على شرف العام الجديد، أنواع جديدة للعلم

دنيئيل بركوفيتش

  • أبو بريص الذي سمّي على اسم عالم الحيوان البروفيسور (المتقاعد) يورام يوم-طوب- تصوير دنيئيل بركوفيتش
طباعةمشاركة

خلف جدران وأبواب متاحف الطبيعة، يتمّ تنفيذ واحدة من أهمّ الأعمال للعلم: وصف أنواع المخلوقات الجديدة للعلم. هذه قصّة بعض الأنواع الجديدة التي تمّ اكتشافها هذا العام (2022)، في البحر واليابسة، ووصفت من قِبل الباحثين الذين يعملون في متحف الطبيعة على اسم شتاينهارت.

تتشابه قصص اكتشاف نوع جديد ووصفه إلى حدّ ما مع قصص الولادة: سعيدة، مثيرة ويرافقها العديد من التجارب. في الغرف المليئة بالمجاهر والأجهزة المتطوّرة الأخرى، يجلس أفضل خبراء التصنيف، وهم العلماء الذين يصنّفون ويصفون جميع الكائنات الحيّة ويعطونها أسماء جديدة. عندما تجوب هذه الأنواع العالم، تحمل بفخر اسمها الجديد، أيّ عالمة وعالم يريدون دراستها أو الكتابة عنها، يجب أن يستخدموا الاسم العلميّ الذي تقرّر لها.

إذًا، كيف يقرّر العلماء اسمًا علميًا للكائن الجديد الذي وصفوه؟ وفقًا للتقاليد، لا يمكنهم أن يطلقوا عليه اسمهم، لذلك يتعيّن عليهم أن يكونوا أكثر إبداعًا. يمكنهم اختيار تسمية النوع الجديد على اسم عالم/ة مشهور/ة ، محبوب/ة أو تضمين الاسم وصف للنوع الجديد (اللون، الحجم وما إلى ذلك). جميع الأسماء العلميّة مكتوبة باللغة اللاتينيّة (اسم الجنس متبوعًا باسم النوع)، ولأنّ هذه هي اللغة الرسميّة التي يستخدمها العلماء في الأكاديميا منذ نشأتها. لهذا السبب، فإنّ كلّ طريقة تصنيف الكائنات الحيّة، كما أقرّها لينيوس (Carolus Linnaeus ) ، لا تزال بهذه اللغة.

على اسم الرجل المكان وأفضل خيال

هناك مجموعة واحدة من الباحثين في المتحف تصف أنواعًا جديدة مثل ميسي الذي يصنع الأهداف في كأس العالم – علماء الحشرات! بينما في مجموعة علماء التصنيف الذين يصفون الفقاريّات، يفتحون الشمبانيا بعد عام على وصف نوع واحد جديد للعلم، وقد وصف علماء الحشرات بالفعل (فقط في عام 2022) 40 نوعًا جديدًا تمامًا للعلم ومنحوها أسماء جديدة.

في بعض الأحيان، يمكن أن تكون وتيرة وصف الأنواع أعلى وتصل إلى 80 نوعًا في السنة! هذا العام فقط وصفت البروفيسور نيتع دورشين 11 نوعًا من ذباب العفص. ما هو ذباب العفص؟ البعوض الذي يخلق العفصات على النباتات. وما هي العفصات؟ نوع من المحاصيل في النبات ، تتطوّر داخلها ذباب العفص وتتغذّى. العفصات هي عالَم كامل من الأشكال الجميلة، كلّ واحدة منها يمكن أن تبدو وكأنّها شيء آخر. اكتشفت نيتع العديد من ذباب العفص، واختارت تسميتها وفقًا لخصائص العفصات التي تخلقها، لأنّ شكل العفصات فريد لنواع الحشرات التي تخلقها.

مثال على نوع واحد من العديد من أنواع יתוצים هو Ruschiola bubonis.    في بعض أنواع היתוצים ، تتميّز برؤوس لها “قرون”، والتي تُستخدم للخروج من العفصة قبل ظهور البالغ (البالغ حساس للغاية بحيث لا يخرج من العفصة بمفرده). ذكّرت هذه القرون البروفيسور نيطع دورشين بخصلات ريش البومة. يشير اسم Bubo في اللاتينية إلى نوع من أنواع البوم الكثيرة، لذلك اختارت نيطع تسمية هذا النوع من ذباب العفص على اسم R.bubonis.

من اليمين: صورة للبوهة الصحراويّة Bubo ascalaphus ;من اليسار: استعراض خادرة ذباب العفص من نوع Ruschiola bubonic

من اليمين: صورة للبوهة الصحراويّة Bubo ascalaphus ; من اليسار: استعراض خادرة ذباب العفص من نوع Ruschiola bubonic

المجموعة الأخرى التي تمّ اكتشاف أنواع جديدة فيها هي ذبابة مايو (حوريّة الماء). وصف عالم الحشرات د. زوهر يناي نوعين من ذبابة مايو (نعم، نعم، ذبابات مايو ذاتها التي غنّى عنها شاحر بن تصور. (النوع  Alainites gasithi موجود في الجولان وفي سهل الحولة. سمّاه زوهر باسم البروفيسور (متقاعد) أفيطال غازيت، من مدرسة علم الحيوان في جامعة تلّ أبيب. من الآن فصاعدًا، سيتمّ تسمية نوع من ذبابة مايو على اسم البروفيسور أفيطال غازيت، التي تعيش حياتها البالغة لساعات قليلة إلى بضعة أيام فقط! إنه لشرف عظيم أن تتمّ التسمية على اسم نوع يقوم بالكثير في حياته في مثل هذا الوقت القصير.

يوجد النوع Alainites bengunn  فقط في جزيرة مهجورة واحدة ، وهي جزيرة سردينيا ، وأطلق عليه زوهر اسم بن جان، شبه المجنون، الذي تركه زملاؤه القراصنة في جزيرة مهجورة في “جزيرة الكنز”.  نعم، يمكن أيضًا تسمية الأنواع الجديدة بأسماء الشخصيات الأدبيّة أيضًا. ليس من المؤكّد أنّ النوع الجديد من ذباب مايو شبه مجنون مثل القرصان الذي يحمل اسمه، لكن لم تقدّم لنا أيّ تفاصيل أخرى حول الحالة النفسيّة لهذا النوع.

الجنس Alainites gasithi كما ورد وصفه في مقال د. زوهر يناي وزملائه، وسمّي باسم البروفيسورة أفيطال غازيت

الجنس Alainites gasithi كما ورد وصفه في مقال د. زوهر يناي وزملائه، وسمّي باسم البروفيسورة أفيطال غازيت

إمبراطورية النحل

تُعتبر إسرائيل مركز التنوّع العالميّ (biodiversity hotspot) للنحل، وفي منطقتها المحدودة يُعرف حوالي 1100 نوع مختلف. معظم هذه الأنواع انفراديّة. أي في هذه الأنواع لا توجد ملكة وعاملات، لكن كلّ أنثى تبني عشّها الخاص وتخزن الطعام فيه لنسلها. لا ينتج النحل الانفراديّ العسل، لكنه يلعب دورًا مهمًا للغاية في تلقيح النباتات البرّيّة والمستنبتة. هذا العام، ازداد العدد الوطنيّ للنحل بنحو 2% بعد وصف 23 نوعًا جديدًا من قِبل د. جيدي بيزانتي، وجميعها من جنس أندرينا.  (Andrenنحل أدرينا هو نحل يعشّش على الأرض، وغالبيّته خبير في جمع اللقاح من مجموعة محدودة جدًّا من النباتات. من ضمن الأنواع الحديثة الموصوفة، تمّ تحديد أربعة أنواع كمختصّة في الأنواع الحلّاب، فيرونيكا/ زهرة الحواشي، الصاصل والزعيتمان، ووفقًا لأسماء النباتات التي تمّ إعطاؤها أسماءها العلميّة. إسرائيل غنيّة بشكل خاص بنحل الأندرينا  (نحو 220 نوعًا)، وفي مجموعات المتحف يوجد ما لا يقلّ عن 25 نوعًا آخر من إسرائيل تنتظر تحديدها ووصفها. أمامنا عمل كثير!

اثنتنان من نوع (الأندرينا) التي وصفت هذا العام من قِبل د. جيدي بيزنطي. الأفراد محفوظة في مجموعة النجل في متحف الطبيعة عل اسم شتاينهارت، التي اكتشفت هذا العام في الطبيعة. في الصورة من اليمين : Andrena ornithogaliفي الصورة من اليسار: Andrena veronicae

اثنتنان من نوع (الأندرينا) التي وصفت هذا العام من قِبل د. جيدي بيزنطي. الأفراد محفوظة في مجموعة النجل في متحف الطبيعة عل اسم شتاينهارت، التي اكتشفت هذا العام في الطبيعة. في الصورة من اليمين : Andrena ornithogaliفي الصورة من اليسار: Andrena veronicae

دائمًا ما يكون علماء التصنيف في متحف الطبيعية منفعلين عندما يجدون نوعًا جديدًا، ولكن هناك اكتشافات تجعل كلّ المعرفة الموجودة تأخذ معنى جديدًا. في مختبر البروفيسور شاي مئيري، اكتشفوا أنّ النوع برص تحت الحجر مخطّط، الشائع في المناطق الصحراويّة في البلاد، ينقسم فعليًّا إلى نوعيْن مختلفيْن: أحدهما شائع في جميع المناطق الصحراوية في البلاد والآخر يقتصر على منطقة سيناء والعربة الجنوبيّة. استدعى تقسيم النوع الموجود من برص المنازل إلى نوعين عملًا مورفولوجيًّا ووراثيًّا متعمقًا، مع جمع العيّنات من الحقل. وقد اتّضح أنّ برص المنازل ذو التوزيع المحدود له مظهر أكثر استطالة، في حين إنّ برص المنازل الشائع له مظهر “ممتلئ” أكثر. الآن من الممكن أيضًا فحص العيّنات السابقة من أبي بريص المحفوظ في المتحف في ضوء الاختلافات المورفولوجيّة والجينيّة.

الأنواع الأقلّ شيوعًا في بلادنا لا تزال باسمها الأصليّ قبل الانقسام، برص تحت الحجر مخطّط، ropiocolotes nattereri.  النوع الأكثر شيوعًا، والذي تمّ وصفه بأنّه نوع جديد، تسمى Tropiocolotes yomtovi، والتي سمّيت على اسم البروفيسور (متقاعد) يورام يوم-طوف من مدرسة علم الحيوان في جامعة تلّ أبيب. يمكنكم العثور على كلا النوعين في إيلات وجنوب العربة، حيث يوجد تطابق بينهما هناك. وقد أعدّ المقال الذي نُشر فيه عن انقسام النوع اثنان من موظّفي المتحف – البروفيسور شاي مئيري ود. كارين تمار – وكذلك إيريز ميزا، الذي كان موظّفًا في المتحف حتّى وقت قريب جدًّا.

يقول ماركو، زميل ما بعد الدكتوراه للبروفيسور شاي مئيري ، الذي قاد البحث حول الانقسام إلى النوعين، إنّه أثناء القيادة جنوبًا، في طريقه لجمع العيّنات، تساءل شاي عما إذا كان الأمر يستحقّ الذهاب جنوبًا للبحث عن أنواع أخرى. يصف ماركو أنّ إصراره على السفر حتى منطقة يوتفاتا أدّى إلى العثور على أنواع أخرى من أبرص المنازل المشابهة لتلك الموجودة في سيناء. وقد آتى الإصرار ثماره لأنّه ثبت أنّ انتشار النوع المعروف من سيناء يشمل أيضًا منطقة العربة الجنوبيّة، وهو الحضور الذي لم نكن نعرفه من قبل. تؤكّد هذه القصّة أنّ العثور على أنواع جديدة يتطلّب عملًا شاقًّا، ولكن ليس أقلّ من ذلك المثابرة والكثير من الحظّ.

أبو بريص الذي سمّي على اسم عالم الحيوان البروفيسور (المتقاعد) يورام يوم-طوب- تصوير دنيئيل بركوفيتش

أبو بريص الذي سمّي على اسم عالم الحيوان البروفيسور (المتقاعد) يورام يوم-طوب- تصوير دنيئيل بركوفيتش

ليس البحر المتوسّط، البحر الأحمر.. هذا ليس سرطان، هذه سمكة

نشر الدكتور مناحيم غورن ود. نير شتيرن مقالًا عن نوع جديد للعلم: جمبري قوبيون شتاينهارت (خمّنوا على اسم من…) (والاسم العلميّ: Cryptocentrus steinhardti). جمبري قوبيون هو سمكة (نعم ، محيّرة للغاية)، تعيش في البحر المتوسّط ​​في شراكة مع الجمبري ذو المسدس (وبسبب ذلك، قوبيون). السرطان، الذي تكون رؤيته ضعيفة، يحفر الجحور وتنضمّ إليها السمكة وتسكن فيها. في معظم الأوقات، تستلقي السمكة عند فتحة الحفرة وتنتظر فريستها. ينشغل السرطان بحفر الحفرة وجمع الموادّ الغذائيّة الصغيرة من الرمال. في كلّ مرة يخرج فيها من الجحر فإنّه يضع مجسّات طويلة على زعنفة الظهر للسمكة. عندما يقترب مفترس، تشير السمكة إلى السرطان من خلال ذبذبات الزعانف حول الخطر، ويسارع السرطان للاختباء في أعماق الجحر. هذه الشراكات معروفة من المحيط الهنديّ وفروعه (بما في ذلك البحر الأحمر).

اكتشاف هذا النوع، الذي يعيش أقاربه في المياه الاستوائيّة، في البحر المتوسّط ​​ليس مفاجأة. نحن نعلم أنّ أكثر من مائة نوع من الأسماك دخلت البحر المتوسّط ​​عبر قناة السويس. القصّة المثيرة حول اكتشاف هذه السمكة في البحر المتوسّط ​​هي أنّه لم يكن معروفًا من قبل من البحر الأحمر. فقط بعد نشر المقال أبلغ الباحثون عن وجوده في أماكن أخرى في البحر المتوسّط ​​وفي البحر الأحمر.

جمبري قوبيون شتاينهارت، تصوير: رافي أمر

جمبري قوبيون شتاينهارت، تصوير: رافي أمر

بناء بازل في 30 عامًا

يُعرف الإسفنج بأنّه مصدر هامّ للعديد من الموادّ الطبيعيّة المستخدمة في مجالات الطبّ، مستحضرات التجميل، المحاكاة الحيويّة (ابتكار مستوحى من الطبيعة) وغير ذلك. يبحث الباحثون في جميع أنحاء العالم عن المادّة الطبيعيّة التالية، التي يمكن استخدامها كعلاج للسرطان أو تجديد شباب بشرتنا ببضع سنوات. أحد هؤلاء الباحثين هو البروفيسور ميخا إيلان.

تمّ اكتشاف موادّ طبيعيّة هامّة في نوع من الإسفنج يسمى Negombata magnifica,   ، ولكن وجد أنّه في أفراد مختلفة من هذه الإسفنجيّات هناك موادّ مختلفة. قرّر ميخا دراسة هذه الظاهرة بدقّة، وسرعان ما لاحظ أنّ الإسفنجيّات تُظهر تكيّفيّة النمط الظاهريّ، أي: لأفراد مختلفين من نفس النوع، التي تعيش في مناطق مختلفة، وأحيانًا في نفس المنطقة، يمكن أن يكون لها مظهر مختلف وخصائص مختلفة. هذه اللدونة (“المرونة”) ربّما تسمح لها بالعيش في مجموعة متنوعّة من الموائل البحريّة. في حالة هذا الإسفنج، تمّ العثور على أفراد متفرعة (مع فروع) وأفراد مستديرة. لكن ربّما يكون في الواقع يتعلّق الأمر بإسفنج من جيل مختلف؟ فكّروا فينا نحن البشر: فالطفل والرجل العجوز مختلفان تمامًا في مظهرهما وسلوكهما، لذلك ربّما يعتمد تعدّد الأشكال (ظهور نوع في أكثر من شكل) على عمر الإسفنج؟ معقّد؟ بالتأكيد! في المرحلة التالية، وجد طلّاب البحث من مختبر ميخا أنّ العرض المتفرّع والمستدير يتكاثر في أوقات مختلفة ويحتوي على موادّ طبيعيّة مختلفة، ممّا أثار بالتأكيد الشكّ في أنّ هذه أنواع مختلفة من الإسفنجيّات!

استغرق تقسيم هذا النوع الجميل من الإسفنج، Negombata magnifica ، إلى نوعين مختلفين حوالي 30 عامًا! في كلّ مرّة يكتشف طالب بحث مختلف قطعة أخرى من البازل تثبت أنّها أنواع مختلفة. أخيرًا جاءت ليلاخ رايخمان، طالبة الدكتوراه في مختبر ميخا إيلان، وتمكّنت من تجميع جميع قطع البازل معًا وأن تبيّن بشكل قاطع أنّ هذين هما بالفعل نوعان منفصلان، من خلال قيامها بالجمع بين جميع الأبحاث السابقة، وإضافة إسهامها وتلقّي المساعدة من طاقم المتحف المحترف. تضمّن وصف النوع استخدام طرق متنوّعة: الشكل (الشكل والبنية)، الجزيئات، محتوى الموادّ الطبيعيّة، بيانات التكاثر وحتّى الميكروبيوم (البكتيريا التي تعيش في تعايش مع الإسفنج).

تمّ قبول المقال هذا الشهر (كانون أوّل/ ديسمبر 2022) لصحيفة Coral Reefs ، حيث تمّ وصف النوع الجديد المسمّى في إسرائيل وفي العالم بأجمعه – Negombata rotundata ، لشكله المستدير. حتّى أنّ الغواصين المهرة سيتمكّنون من رؤيته في مياه البحر الأحمر في إيلات، على أمل عدم الخلط بينه وبين الأوّل الذي انفصل عنه … هل أنتم محتارون؟ انتظروا اكتشاف الإسفنج القادم العام المقبل.

وسنكشف لكم سرًا صغيرًا آخر: لسنوات عديدة كانت تسمّى هذه الإسفنجيّات طماطم نيجومباتا،  Negombata tomata، وهو الاسم الأصليّ الذي يطلق عليه. لكن محرّري المقال لم يعجبهم هذا الاسم بشكل خاصّ، لذلك تمّ تغييره إلى نيجومباتا مستديرة.

אלמוגים

قد يثير اهتمامك أيضًا

جميع الحقوق محفوظة لمتحف الطبيعة على اسم شتاينهارت
אזור תוכן, for shortcut key, press ALT + z
Silence is Golden