سلسلة التصوير الساكن (ستيلس) “المجموعة الرطبة” التقطت في مجموعة الاسماك التابعة لمتحف الطبيعة, والتي تحتوي على ما يقارب ال 800,000 قطعة ارشيفية مفهرسة.
السمكة المفهرسة تمر بعملية حفظ في مادة الفورمالين وتُضَع في جرة زجاجية مع الكحول وبطاقة تحتوي على معلومات مثل بيانات الجمع ونوع السمكة. ومن بعدها تُحفَظ الجرة على نظام رفوف معدنية في حيّز فية نظام للتحكم بالمناخ وإنارة فلورسنتية باردة.
بَنَت الفنانة كيرين غيلير في احدى غرف المجموعات, والتي تعتبر “ما وراء الكواليس” في متحف الطبيعة, ديكوراحترافي يحاكي لوحة (بورتريه) بالاستوديو. أخرجت الفنانة الى الديكور,للتمعن والتصوير, جرة بعد جرة, واخرجت مئات من احواض السمك الساكنة وخلقت مجموعة جديدة : سلسلة بورتريهات.
عملية التصوير, التي تلتقط الأسماك من خلف الطبقات الشفافة – عدسة الكاميرا, الجرة الزجاجية, السوائل والبراويز الزجاجية – تعمل كأداة حفظ اخرى. الأسماك المصورة تلتفت جميعها الى الأمام, بتكبيروعن كثب, وتنظر الينا باعينها المفتوحة.
أعْين الأسماك المفتوحة التي لا تَرا شيئا تُذكّرنا أنّ أجسامها المحفوظة وصورها ستبقى لزمن طويل بعدنا. ومن المؤكد ان الشيء الوحيد اللحظي والفاني هو نحن.
ألوان الأسماك البارزة تلاشت ببطء, حتى اختفت كليًا في عملية الحفظ. ما بقي منها هو الوصف الكلامي الذي إنتقته غيلير في العناوين المختارة لأعمالها تيّمنا بألوان الأسماك الأصلية. العناوين, المصاغة بلغة من عوالم الرسم المجرّد, تضم الحقيقة والخيال وتبرز الفجوة والتلاعب الذي يضيفه النص عندما يلتقي بالتصوير. من الممكن, للحظات, رؤية وَمضات من الألوان الأصلية للأسماك في البورتريهات وبعدها تختفي.
كيرين غيلير (ولدت عام 1976), خريجة لقب ثاني للفنون من كلية بتسلئيل بتعاون مع الجامعة العبرية في القدس, ولقب اول للفنون وتعليم الفنون من كلية الفنون في الميدراشا, وكلية بيت بيرل, ومحاضرة في كلية بيت بيرل. شاركت غيلير في برنامج الاقامة الفنية في “ارتبورت” في السنوات 2021-2022.
بالأساس تنتج غيليرأعمال الفيديو والنحت والانشاءات التنصيبية, واعمالها تبحث في السلوك والبيئات البشرية. يتمحور محتوى اعمالها بالسيرة الذاتية, الطقوس والأعمال اليومية البسيطة. إختلاف الواقع والخيال يبحث, يفكك ويبني من جديد طقوس وبنية اجتماعية.
غيلير تعرض في معارض فردية ومعارض جماعية عديدة في متاحف ومعارض في البلاد وخارجها. نالت غيلير على العديد من الجوائز والمنح, من بينها جائزة امتياز بالفن على إسم أوسنات موزس, وجوائز من وزارة الثقافة والرياضة, وجائزة إمتياز بالفن من كيرين شاريت, وحصلت ايضا على منح مجلس هابايس للثقافة والفن, ومن المؤسسة الجديدة للسينما والتلفاز ومن مؤسسة الأعمال الفنية المستقلة التابعة لوزارة الثقافة.
تشارك غيلير هذه الايام في دفيئة هبايس للفنون وتعرض أعمالها في المعرض الجامعي التابع لجامعة تل ابيب.