الوقوف على أكتاف العمالقة

يُحتفل سنويًّا بيوم النساء والفتيات في العلوم في أنحاء العالم في 11 شباط، بهدف تعزيز دور النساء في مجالات العلوم. توجّهنا هذا العام إلى عالمات، وباحثات وموظّفات طاقم التربية واتصالات العلوم في المتحف وطلبنا منهنّ نصائح للنساء والفتيات اللاتي يخطون خطواتهنّ الأولى في هذا المجال.

د. دنيئيلا بار يوسف:

أنا عالمة آثار وسمعت في كثير من الأحيان من النساء أنّهنّ يتجنّبن دراسة علم الآثار “لأنّ هذا ليس مهنة للنساء”. وهذا خطأ. يوجد اليوم الآلاف من عالمات الآثار من النساء في العالَم، تعمل بعضهنّ في الحفريّات الميدانيّة، والبعض الآخر في المختبرات. اتّبعنَ الحلم، ادرسنَ ما تحببنَ وفقط حينذاك تقرّرنَ هل تعملن في هذا المجال كمهنة أم لا. في الصورة: أنا، في مختبر ميدانيّ خارج مغارة مانوت (مغارة في الجليل، اكتشف فيها رفات إنسان قديم).

 البروفيسورة تمار ديّان:

ماذا يمكنني أن أوصي الفتيات اللاتي يبدين الاهتمام بالعلوم؟ كنّ شجاعات، فضوليّات وقائدات. لا تخشنّ السؤال، النقد، التشكيك. اسمحن لأنفسكنّ اتّخاذ قراراتكنّ المهنيّة على أساس المعرفة العلميّة ولكن على أساس إحساسكنّ وبصورة جريئة أيضًا! ودائمًا تذكّرنَ أنّ للعلوم قيمة قائمة بحدّ ذاتها ولكن لها قيمة أكثر عندما تفيد المجتمع.

عادي فايس:

إذا كان ثمّة موضوع كنت أرغب في بحثه وتعلّمه أكثر، سواء أكان يوميًّا بأكبر قدر ممكن، أو إذا كان سؤالًا تبادر إلى ذهنك فجأة- اكتشفي مَن يتعامل/ تتعامل معه اليوم وحاولي إيجاد طريقة للتطوّع عندهم. تلقّي التدريب من قِبل الخبراء يساوي ذهبًا.  بإمكان النصائح، والأفكار والابتكارات التي يعرّفونك عليها منحك الإلهام لدراسة الموضوع والعثور على الإجابات للأسئلة التي لم يتعمّق في بحثها أحد حتّى الآن. في الصورة: أنا أبحث في الميدان موائل رطبة.

أفيطال كاتس:

منذ سنّ مبكّرة أحببت مجال البيئة. تعتبر علوم البيئة مجالًا جديدًا نوعًا ما، وعلى الرغم من أنّها لا تتمتّع بالشهرة ذاتها التي تتمتّع بها العلوم الطبّيّة أو التكنولوجيا الحيويّة، إلّا أنّها موضوع متطوّر، وتأثيرها هائل على حياتنا جميعنا. بالرغم من أنّ الجداول أثارت اهتمامي دائمًا، إلّا أنّني لم أفكّر أنّني سأعمل في هذا المجال بشكل مهنيّ.  تعلّمت أن أعرف وأحبّ العمل الذي يجمع بين العمل في الجداول، والتعرّف على الكائنات الحيّة الفريدة، ومساعدة السلطات في التخطيط بشكل أفضل لإصلاح الجداول وحماية البيئة الخاصّة الموجودة فيها. نصيحتي: من الهامّ الانفتاح على آفاق جديدة، طرح الأسئلة، تقبّل النقد، الاستثمار في العمل، تحدّي نفسك، والأهمّ من ذلك- الاستمتاع أثناء ذلك.

د. ميراف مئيري:

عندما أنعم النظر في الطريق التي سرت فيها، فإنّ الذي وجّهني لاختيار الموضوع الذي أتعلّمه هو معرفة ما يثير اهتمامي، الذي يشدّني، وحينذاك فإنّ الرغبة في النجاح والاستثمار تتّقد في داخلي. ما زلت أتذكّر في البداية، خلال دراسة البكالوريوس، قالوا لي: “ماذا يمكنك أن تفعلي بشهادة في البيولوجيا والكيمياء، أليس من الأفضل بالنسبة لك أن تتعلّمي الهندسة أو المحاسبة؟” حسب رأيي، كلّ تفكير لدراسة موضوع ما يمنحك مهنة في اليد في نهاية المطاف هو تفكير خاطئ، لأنّه حينئذ ليس من الضروريّ أن تختاري ما يثير اهتمامك وسيكون الدافع وفقًا لذلك. لا تخافي من الحلم والمجازفة، لا أحد يعرف إلى أين سيقودك ذلك؟ لحسن حظّي فأنا أعيش في فترة تتيح لي فعل أكثر شيء أحبّه، وهو التعلّم والعمل في العلوم. أنا أرحّب بذلك بكلّ تأكيد ولا أعتبر ذلك أمرًا مفهومًا ضمنًا. في الصورة: أنا في المختبر، استخلص الحمض النوويّ من الموادّ الأثريّة وأتعلّم عن تشكيلة واسعة من المواضيع، مثل: الهجرة، والتدجين والتصنيف.

د. إليزبيتا (ليز) مورغوليس:

النصيحة التي يمكنني تقديمها هي الاستمرار بكلّ بساطة، بالرغم من كلّ شيء. حتى لو كان هناك أشخاص، وحتّى أقارب، قد يقولون إنّ ذلك مقرف أو مُمل، أو حتّى “ليس نسائيًّا”. إذا كنتنّ تحببن المجال حقًّا- فيجب الاستمرار واستثمار الحدّ الأقصى.

د. نوغا سوكولوبر:

إذا كان هناك مجال يثر اهتمامك، فعليك الإقبال على ذلك خطوة تلو الأخرى. ليس من المفروض النظر إلى النهاية وقياس وتخطيط مستوى النجاح، بل بكل بساطة المضي قدمًا كلّ مرحلة والتحقّق من نفسك إذا كان لا يزال يثير اهتمامك، وإذا كنت ترغبين في التقدّم إلى المرحلة التالية.

عيريت سيديس:

أنا مسؤولة تربويّة، إذًا نصيحتي هي للأهل وللمسؤولين التربويّين: لا شكّ أنّ الإطراء يعزّز الثقة، ولكنّها توحي أيضًا بتوقّعاتنا. يمكن استبدال بعض الإطراء على الأقلّ “أنتِ جميلة ومذهلة”، التي تنقل إلى الفتيات توقّعاتنا بالاستثمار في مظهرهنّ، في مجاملات “أنتِ ذكيّة وموهوبة” التي تنقل إلى الفتيات توقّعنا بالاستثمار في مهاراتهنّ التعليميّة. امنحوا الفتيات الفرص للتوضيح (على سبيل المثال، كيف اختارت الألوان في اللوحة، أيّ تقنيّة استخدمتها في تجميع البازل). أخبرنها ما الشيء الذي تعلّمتنّه من شرحها ولم تعرفنه من ذي قبل. بعد ذلك يمكن أن نناقش معها التقنيّة التي تنفّذون من خلالها المهمّة نفسها، والتفكير معًا أيّ تقنيّة يفضّل استخدامها ومتى. تمنح هذه الطريقة الأدوات للفتيات لتحسين حججهنّ، وتعلّمهنّ التعامل مع الحجج المتعارضة. احرصوا على أن يكون توزيع المهامّ في المنزل متساويًا وليس على أساس الآراء النمطيّة. الأولاد والبنات يمكنهم رعاية الإخوة، وغسل الأواني، والقيام بالإصلاحات في الجدار وتعبئة المياه في مسّاحات السيّارة.

د. سيجال شيفر:

إذا كنت تهتمّين بمجال علميّ معيّن، سيري خلف قلبك. لا تدعي الاعتبارات الأخرى تقف في طريقك، لأنّه في نهاية المطاف ليس هناك شيء مُجزٍ أكثر من العمل في المجال الذي يثير إعجابك. في الصور: أنا- عالمة أحياء بحريّة، وحديقة إسفنجيّات في أعماق المياه.

أوري فريد:

كوني مستقلّة قدر الإمكان، تخلّصي من التعلّق بالعوامل الخارجيّة ولكن مع ذلك- لا تخشي من طلب المساعدة عند الحاجة.