01:39
طباعةمشاركة
  • שרקרק מצוי
    الطيور فَرحة

الطيور فَرحة

د. عاموس بلمكر

  • تصوير: دانيئيل بيركوفيتش
طباعةمشاركة

بيّنت دراسة جديدة أجريت في ألمانيا أنّ الأشخاص الذين يتعرّفون على مجموعة أكبر من الطيور في حياتهم اليوميّة، هم أشخاص أكثر سعادة. وفقًا للدراسة، سيكون كلّ من عشاق الحيّز القرويّ، وكذلك عشّاق غابات الباطون أكثر سعادة إذا تعرّفوا على مجموعة أكبر من الطيور. إلى أيّ مدًى سعداء؟ وفقا لنتائج الدراسة، فإنّ الانكشاف على 14 نوعًا آخر يُسهم في السعادة مثل زيادة الراتب بقيمة 150 $ شهريًّا.

وهذا لا يفاجئ محبّي الطيور هواية مراقبة الطيور ومشاهدتها آخذة في الاتّساع في جميع أنحاء العالم. يقوم المزيد والمزيد من الناس بتركيب محطات تغذية الطيور في الحديقة، ولم يعد من الغريب رؤية أشخاص مع مناظير. في الولايات المتحدة، والبلاد أيضًا، يشارك المزيد والمزيد من الناس بشكل فعّال في إحصاء الطيور والعلوم المدنية ذات الصلة بها. الاكتشاف المفاجئ في الدراسة الألمانيّة هو أنّه حتّى الأشخاص الذين لا يهتمّون بالطيور، يكونون أكثر سعادة عندما تكون حولهم مجموعة من الطيور أكثر تنوّعًا.

بلبل أبيض النظارة، طال إيل. تصوير: دانيئيل بيركوفيتش

لا حاجة لمعرفة كيفيّة التفريق بين بين اليمامة والرقطيّة للاستمتاع بالطيور. قبل بضع سنوات، سنحت لي الفرصة للإرشاد في جولات مراقبة الطيور في المدينة. كل مشاهدة لطائر تمير فلسطين، أو دوريّ المنازل أو الدُّخلة وهي طيور شائعة جدًّا في المدن – أثارت هتافات من الإعجاب من المشاركين. كان من الممتع رؤية متعة اكتشاف الأشخاص الذين لم يسبق لهم التفريق بين الطيور، التن كانت دائمًا أمام أعينهم.

بصفتي محبًّا للطيور، أحبّ أن أقول إنّه ربّما الطيور نفسها هي التي تسبّب كلّ هذه السعادة؛ أن يسير الناس في الشارع، فيرون طائر أبو زريق ويبتسمون. الحقيقة، على ما يبدو، أكثر تعقيدًا. يمكننا الافتراض أنّ المدن التي فيها طبيعة أكثر بشكل عامّ، أي المزيد من الحدائق، مسطّحات العشب الأخضر والأشجار، من المرجح أن تجذب المزيد من الطيور. أي أن الطبيعة نفسها، وليست الطيور على وجه التحديد، هي التي تجعل الناس سعداء. الطيور في هذه الحالة هي مجرد مؤشّر نستخدمه لقياس التنوّع البيولوجيّ في المدينة.

דוכיפת, פארק הירקון, תל אביב.

هدهد، متنزّه اليركون، تل أبيب تصوير: دانيئيل بيركوفيتش

تبيّن هذه الدراسة شيئًا هامًّا: اتّضح أنّ الناس يحبّون الطبيعة. الناس يحبون رؤية اللون الأخضر، ويحبّون الخروج والتجوّل خارج المدينة. عدد المسافرين لقضاء العطَل في الأعياد يواصل تحطيم الأرقام القياسية، وتجذب بحيرة الحولة، وهي مكان لمشاهدة الطيور، عشرات الآلاف من الزوّار وتتصدر على الدوام قائمة الأماكن الأكثر زيارة في البلاد.

ولكن لا حاجة للقيام برحلة طويلة للاستمتاع بالطبيعة. يمكن جلب الطبيعة إلى المدينة. يتناول المجال الذي يسمّى “طبيعة مدينيّة” طرق لجلب الطبيعة إلينا، إلى المدينة. على سبيل المثال، تمر ملايين الطيور فوق إسرائيل كلّ عام، في طريق هجرتها في الربيع والخريف. يمر العديد منها عبر المدن أيضًا، وتتوقف لتناول الطعام و”ملء بطاريّاتها”، قبل مواصلة طريقها. إذا استطعنا زرع النباتات الملائمة، يمكننا جذبها للتوقّف عندنا. وما هي النباتات الملائمة؟  نباتات محلّيّة، موطنها إسرائيل، تجذب مجموعة منوّعة من الحشرات المحلّيّة. هذه الحشرات هي غذاء الطيور التي نريد جذبها.

دوريّ المنازل، تل أبيب تصوير: دانيئيل بيركوفيتش

سنترال بارك في نيويورك ومتنزّه اليركون في تل أبيب، هما مثالان ممتازان. كلاهما يشكّلان مركز جذب للأشخاص الذين يحبّون التنزه أو ممارسة الرياضة أو الجولات. كلاهما أيضًا يعتبران مواقع طبيعة ومراقبة طيور هامّان. المتنزّهات والحدائق المخطّطة تخطيطًا جيّدًا، تبيّن أنّ المدينة والطبيعة لا يجب أن تكونا متناقضتين. يظهر البحث الذي تحدثنا عنه من قبل أنّهما ليستا غير متناقضتين فحسب، بل إنّ وجود الطبيعة داخل المدينة هامّ جدًّا لرفاه السكان وسعادتهم، على الأقل بقدر الرفاه الاقتصاديّ. مع التخطيط السليم يمكننا إنشاء مدينة يوجد فيها للسكان عمل، خدمات مختلفة، ثقافة وطبيعة أيضًا.

الكاتب هو مدير مجموعة الطيور في متحف الطبيعة على اسم شتاينهارت

قد يثير اهتمامك أيضًا

جميع الحقوق محفوظة لمتحف الطبيعة على اسم شتاينهارت
אזור תוכן, for shortcut key, press ALT + z
Silence is Golden