02:03
طباعةمشاركة
  • Wolf
    كيف أصبح الذئب أفضل صديق للإنسان؟

    צלם: עוז ריטנר

كيف أصبح الذئب أفضل صديق للإنسان؟

طباعةمشاركة

يُعرف الكلب على أنّه ” أفضل صديق للإنسان”، لكن لا يَعرف الجميع أنّه الحيوان الأوّل الذي دجّنه الإنسان. يتّفق الباحثون في ما بينهم على أنّ الكلب دُجِّن من الذئب، ولكن لا تزال الفترة التي دُجِّن فيها مختلَف عليها بين الباحثين. ليس هناك شكّ بأنّه قد دُجِّن قبل أكثر من 14,000 سنة على الأقلّ، ولكن، تُبيّن الفحوصات الجزيئيّة، يحتمل أنّه دُجِّن قبل أكثر من 100,000 سنة.

ما هو التدجين؟

التدجين هو عمليّة يفصل فيها الإنسان بعض الأفراد من عشيرة من الكائنات الحيّة البريّة ويتيح لها التكاثر بينها وبين أنفسها. هذه الأجناس هي النواة التي يتطوّر منها الجنس المدجّن. بدءًا من هذه المرحلة فصاعدًا، يتحكّم الإنسان في عمليّات التكاثر، التغذية، التنقّل والتركيبة الاجتماعيّة للكائنات الحيّة المدجّنة. بسبب كون الإنسان، في هذه الحالة، هو الذي يشرف على تكاثر الكائنات الحيّة، فإنّ يملك إمكانيّة الاختيار، من خلال اختيار الأفراد التي تتكاثر، وكذلك الصفات المرغوب فيها. على سبيل المثال، كمّيّات الحليب الكثيرة لدى البقر أو الصوف الطويل والسميك لدى الأغنام، أو التخلّص من الصفات غير المرغوب فيها، مثل: العدائيّة الكبيرة أو القرون الخطيرة. في الواقع، في عمليّة التدجين يقوم الإنسان بدور الطبيعة ويقرّر كيف سيكون الجيل القادم من الحيوانات التي يربّيها. يمكننا أن نعتبر عمليّة التدجين مثالًا على العمليّات التطوّريّة التي تحدث بشكل طبيعيّ. الفرق الرئيسيّ ببن هذه العمليّات هو أنّه بدلًا من الضغوط الانتقائيّة الطبيعيّة، غير الموجّهة إلى هدف معيّن، عمليّة التدجين موجّهة من قِبل الإنسان وفقًا لاحتياجاته. أي، بدلًا من الانتقاء الطبيعيّ العشوائيّ، يخلق الإنسان انتقاءً اصطناعيًّا متعمّدًا.  ما الذي دُجّن ولأيّ غرض؟

الإنسان لم يُدجّن الذئب فحسب. بل إنّه دجّن أيضًا الحصان والحمار، والبقرة، العنزة والنعجة، الديك والحمامة بالإضافة إلى العديد من الحيوانات الأخرى. قبل أكثر من 10,000 سنة تقريبًا، ومع بدايات الثورة الزراعيّة، دجّنت الكثير من الحيوانات لغرض تناول لحومها- الماعز، الغنم، البقر والخنازير. قبل حوالي 5,000 سنة بدأ الإنسان استغلال الحيوانات المدجّنة للاحتياجات الأخرى، مثل: إنتاج الحليب، البيض والصوف، أو لحمل الأثقال والمساعدة في الأعمال الزراعيّة. دُجّنت في القرون الأخيرة أنواع أخرى من الحيوانات لأهداف أخرى، فعلى سبيل المثال، دجّنت أسماك الزينة والعصافير المغرّدة كحيوانات أليفة ولأغراض الزينة، بينما دُجّن الجُرَذ والفأر لغرض استخدامها في المختبرات.

إذًا كيف أصبح الذئب أفضل صديق للإنسان؟

يبدو أنّ نجاح تدجين الكلب يكمن في التركيبة الاجتماعيّة للذئب، أبوه القديم، الذي يشبه، من بعض الجوانب، المبنى الاجتماعيّ للإنسان. في مجموعة الذئاب هناك الذكر المسيطر- ذكر ألفا، وأنثى مسيطرة- أنثى ألفا. وهما فقط اللذان يكوّنا السلالة، وجميع أعضاء المجموعة يساعدونهما في تربية الصغار. هذه الصفة هي التي يسّرت، كما يبدو، تدجين الذئب وتكوين العلاقة القويّة بين الكلاب وأصحابها: يعتبر الكلب العائلة التي يعيش فيها جماعته، ويعتبر رئيس العائلة القائد، ذئب ألفا، وهذا هو سبب إخلاصه وولائه لمن يقف على رأس العائلة ولكلّ أفرادها، أفراد مجموعته.

نتيجة لعمليّة التدجين تغيّر الذئب تدريجيًّا، وفي الوقت الحاليّ، يمكن الإشارة إلى بعض المميّزات التي تميّز الذئاب عن الكلاب: تملك الذئاب أنفًا طويلًا، جسمًا ضيّقًا وأرجلًا عالية، أنفًا أبيضَ، أذنين مرتفعتين، ذيلًا يتدلّى ويهبط بين سيقانها الخلفيّة، جمجمة طويلة، حواسّ أكثر تطوّرًا، جبهة منبسطة ولونها رماديّ متجانس دائمًا (باستثناء الذئاب في أمريكا الشماليّة). تختلف الكلاب عن الذئاب في جميع هذه الصفات: آذانها متدليّة، ذيلها مرفوع، أنفها أسود وغير ذلك.

في أثناء تدجين الكلب، قام الإنسان بتفعيل اختيارات مختلفة في عمليّات الانتقاء الاصطناعيّة، وهكذا تمكّن من تطوير سلالات متنوّعة من الكلاب: عالية ومنخفضة، ثقيلة وخفيفة، ذات فراء طويل أو قصير، ملساء أو مجعّدة، عدائيّة وسريعة أو ذات طباع جيّدة وكسولة. على الرغم من الاختلاف بين سلالات الكلاب، من حيث مظهرها الخارجيّ وسلوكها، يبدو أنّه ليس هناك حاجز تكاثر بين الكلب والذئب، فهي لا تزال من الجنس البيولوجيّ ذاته، وبإمكانها التكاثر في ما بينها بنجاح وإنتاج أنسال تمتاز بالخصوبة.

قد يثير اهتمامك أيضًا

جميع الحقوق محفوظة لمتحف الطبيعة على اسم شتاينهارت
אזור תוכן, for shortcut key, press ALT + z
Silence is Golden