14:56
طباعةمشاركة
  • מארג החיים
    هل ننجح في إنقاذ التنوّع البيولوجيّ؟

هل ننجح في إنقاذ التنوّع البيولوجيّ؟

طباعةمشاركة

في نهاية مؤتمر COP15 الذي عُقد في كانون أوّل/ ديسمبر 2022، وقّع ممثّلو الدول على اتّفاقيّة تاريخيّة، يتعهّدون بموجبها بالعمل على الحفاظ على 30% من المناطق البرّيّة والبحريّة في العالم بحلول عام 2030. هذا هو تحسّن كبير مقارنة بالوضع اليوم، الذي فيه 17% من الأراضي فقط و-10 % من المناطق البحريّة معرّفة على أنّها “محميّة”.

مؤتمر التنوّع البيولوجيّ 2022

لقد سمعنا جميعًا عن مؤتمر المناخ الذي عُقد في شرم الشيخ في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، ولكن كم منّا سمعوا عن مؤتمر أزمة التنوّع البيولوجيّ الذي عُقد بعد شهر من ذلك في كندا؟ إنّ قلّة الاهتمام العامّ والإعلاميّ بمؤتمر أزمة التنوّع البيولوجيّ أمر مثير للدهشة، خاصّة في ضوء حقيقة أنّ العديد من الباحثين يعتقدون أنّ أزمة التنوّع البيولوجي أكثر تدميرًا من أزمة المناخ.

يحتلّ موضوع التنوّع البيولوجيّ محور أنشطة متحف الطبيعة على اسم شتاينهارت – المركز القوميّ لدراسة التنوّع البيولوجيّ – في جامعة تلّ أبيب. يوثّق باحثو المتحف ويدرسون التنوّع البيولوجيّ ويعملون من أجل غرس حبّ الطبيعة والمعرفة عنها للجمهور العامّ. من خلال إلمامنا الوثيق بموضوع التنوّع البيولوجيّ، فإنّنا ندرك خطورة أزمة التنوّع البيولوجيّ وقلقون من آثارها المستقبليّة.

لمحة عن المؤتمر

COP15، مؤتمر البلدان من قِبل الأمم المتّحدة بشأن قضيّة أزمة التنوّع البيولوجيّ، افتتح في مونتريال، كندا في 7.12.22 وانتهى في 19.12.22. شارك في المؤتمر ممثّلون من أكثر من 190 دولة، وكانت إسرائيل من ضمن هذه الدول.  كان الهدف من المؤتمر هو التوصّل إلى اتّفاق حول الخطوات التي يجب أن تتّخذها دول العالم بهدف الحدّ من الأضرار الجسيمة والمستمرّة للتنوّع البيولوجيّ في جميع أنحاء العالم.

الرؤية التي كانت محطّ أنظار ممثّلي الدول المشاركين في المؤتمر هي”: بحلول عام 2050، سيتم تقيّيم التنوّع البيولوجيّ والحفاظ عليه وترميمه واستغلاله بطريقة ذكيّة، مع الحفاظ على خدمات المنظومات البيئيّة، والحفاظ على صحّة الكرة الأرضيّة والاهتمام بالاحتياجات الأساسيّة للبشر “.

في ختام المؤتمر: اتفاقيّة تاريخيّة لصالح الطبيعة والإنسانيّة

في نهاية المؤتمر، وقّع ممثّلو الدول على اتّفاقيّة تاريخيّة، تعهّدوا بموجبها بالعمل على الحفاظ على %30 من المناطق البريّة والبحريّة في العالم بحلول عام 2030. وهذا تحسّن كبير مقارنة بالوضع اليوم، حيث تمّ تعريف %17 فقط من الأراضي البريّة و- %10 من المناطق البحريّة على أنها “محميّة”. في إطار الاتفاقيّة، سيتعيّن على الدول الموقّعة على الاتّفاقيّة جمع 200 مليار دولار على الأقلّ سنويًّا من أجل الوصول إلى الهدف.

كما اتُّفق في المؤتمر على الأهداف التالية:

  • خفض وتيرة انقراض الأنواع بمقدار عشرة أضعاف بحلول عام 2050.
  • تقليل الضرر الناجم عن المبيدات الحشريّة وفقدان المغذيات بنسبة %50 على الأقلّ بحلول عام 2030.
  • بحلول عام 2030، الحدّ من مخاطر التلوّث إلى مستويات غير ضارّة بالتنوّع البيولوجيّ ووظائف المنظومة البيئيّة.
  • تقليل نسبة اختراق وتوطّد الأنواع الغازية بنسبة لا تقلّ عن %50.

ووفقًا لأقوال البروفيسور تمار ديّان، رئيس متحف الطبيعية: “الضرر الذي يلحق بالتنوّع البيولوجيّ هو أكبر خطر يواجه مستقبل البشريّة والتعامل مع هذا التحدّي معقّد وشامل.  في COP15، تمّ اتّخاذ خطوة كبيرة نحو تعزيز الحلول، خاصّة فيما يتعلّق بتخصيص المساحات المحميّة لحماية التنوّع البيولوجيّ، ممّا يعطي بعض الأمل لمستقبل المنظومات البيئيّة. وسيكون الاختبار في التنفيذ.”

ما هو في الواقع التنوّع البيولوجيّ؟

التنوّع البيولوجيّ هو التنوّع والاختلاف الذي بين جميع الكائنات في الطبيعة أيًّا كانت – في الماء، على اليابسة وفي الهواء.  ينعكس التنوّع البيولوجي في التباين الجينيّ بين الأفراد من نفس النوع، وفي تنوّع الأنواع وفي تنوّع المنظومات البيئيّة، سواء المنظومات البيئيّة الطبيعيّة أو المنظومات التي تتأثّر بالنشاط البشريّ أو يديرها بنو البشر.

يسمح التنوّع البيولوجيّ بحياتنا على وجه الكرة الأرضيّة. على سبيل المثال، تلفظ الأشجار الأكسجين الذي نتنفّسه وتحوّل الطاقة الشمسيّة إلى طاقة مخزّنة في جزيئات السكّر؛ تقوم الفطريّات والبكتيريا الموجودة في التربة بتسميدها وتسمح للمحاصيل الزراعيّة بالازدهار. يلعب التنوّع البيولوجيّ دورًا هامًّا في التخفيف من تغيّر المناخ.

التنوّع البيولوجيّ يعاني من أزمة خطيرة!

في بداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، نحن في خضمّ أزمة لم نشهد مثلها منذ تشكّل الحياة على وجه الكرة الأرضيّة – أزمة التنوّع البيولوجيّ.

أكّد تقرير للأمم المتّحدة لعام 2019 أنّ 25% من أنواع الكائنات الحيّة والنبات معرّضة لخطر الانقراض، كما أشار التقرير إلى أنّه من دون اتّخاذ تدابير الحفظ، فمن المتوقّع أن ينقرض مليون نوع في العقود المقبلة. وفقًا للتقديرات، فإنّ وتيرة انقراض الأنواع اليوم أعلى بعشرات إلى مئات المرّات ممّا كان عليه في الماضي، ممّا تسبّب في انخفاض تنوّع الأنواع بمعدّل لم يسبق له مثيل في تاريخ الحياة على وجه الكرة الأرضيّة.

أزمة التنوّع البيولوجيّ ليست مجرّد قضية بيئيّة. حيث للتنوّع البيولوجيّ أهمّيّة كبيرة لكلّ جانب من جوانب حياتنا – الجانب الاقتصاديّ، الأمنيّ، ​​الأخلاقيّ والمعنويّ.

ما الذي يؤدّي إلى أزمة التنوّع البيولوجيّ؟

تدمير الموائل – السبب الرئيسيّ لأزمة التنوّع البيولوجيّ هو تدمير الموائل على وجه الكرة الأرضيّة نتيجة للنشاط البشريّ. نحن نستخدم الأرض لأغراض الزراعة، التعدين وإنتاج الطاقة، البناء، شقّ الطرق وغير ذلك. العامل الأكثر تأثيرًا هو الزراعة.  في الوقت الحالي، تبلغ المساحة الإجماليّة للمناطق الزراعيّة أكثر من 50 مليون كيلومتر مربّع، أي نحو 38% من مساحة اليابسة للكرة الأرضيّة – جميع هذه كانت مناطق طبيعيّة في يوم من الأيّام!

الإفراط في استغلال الموارد الطبيعيّة – الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية لتلبية الاحتياجات المختلفة، مثل: الغذاء، الاتّجار غير المشروع بالحيوانات الأليفة أو الصناعة، يضرّ هو أيضًا بالتنوّع البيولوجيّ. المشكلة خطيرة بشكل خاصّ في المنظومات البيئيّة البحريّة، التي تعاني من الصيد الجائر. منذ عام 1961 إلى عام 2017، زاد الاستهلاك العالميّ للأسماك بنسبة 3.1% كلّ عام، وهو معدّل يقارب ضعف معدّل النموّ السكّانيّ البشريّ في تلك السنوات.

تغيّر المناخ – يزيد الاحتباس الحراريّ العالميّ من تواتر وشدّة الظواهر الجوّيّة المتطرّفة، مثل، موجات الحرارة، العواصف الترابيّة، الجفاف والفيضانات. كلّ هذه لها آثار بعيدة المدى على تنوّع الأنواع، الموائل والمنظومات البيئيّة.

الأنواع الغازية – ظاهرة الأنواع الغازية آخذة في التوسّع في جميع أنحاء العالم. تؤثّر الأنواع الغازية في المنظومة البيئيّة التي تصل إليها بطرق متنوّعة: فهي تتنافس مع الأنواع المحلّيّة، أحيانًا إلى درجة التسبّب في انقراضها، وتنقل الأمراض وغير ذلك. في بعض الحالات، فإنّها قد تغيّر تركيبة المنظومة البيئيّة بأكملها.

التلوّث – يُعتبر التلوّث عاملَ تغيّيرٍ رئيسيًّا في المنظومات البيئيّة للمياه العذبة وفي المنظومات البيئيّة البريّة والبحريّة، وبالذات في أعقاب الإفراط في التسميد لزيادة قدرة إنتاج الغذاء في الزراعة. لكن هناك العديد من أشكال التلوّث. في السنوات الأخيرة، تزاد القناعة بأنّ الإضاءة والضوضاء المفرطة هي تلوّث يضرّ بالتنوّع البيولوجيّ وبِنا، بني البشر.

قد يثير اهتمامك أيضًا

جميع الحقوق محفوظة لمتحف الطبيعة على اسم شتاينهارت
אזור תוכן, for shortcut key, press ALT + z
Silence is Golden