ما هو الإنسان؟

عند تتبّع تطوّر الجنس البشريّ، يعتمد الباحثون والعلماء على النتائج البيولوجيّة (الأحفوريّة) والثقافيّة (الأدوات الحجريّة، على سبيل المثال). في معرض ما هو الإنسان؟ الذي يُعرض في مركز دان دافيد لدراسة التاريخ البشريّ في متحف الطبيعة على اسم شتاينهارت، تُعرض المجموعات الرئيسيّة من أشباه البشر (الأنواع البشريّة) التي عاشت في السبعة ملايين سنة الماضية، وتمّ وصف المعالم الرئيسيّة في تطوّر الإنسان – الأدوات، اللغة، والنار وما إلى ذلك – التي منحت الإنسان قدرات هي أساس إنجازات البشريّة حتّى يومنا هذا.

يتناول المعرض أصل الإنسان (الإنسان العاقل) وتطوّره التشريحيّ والفسيولوجيّ، وأهمّها المشي على قدمين، إطلاق اليدين، وتطوّر الدماغ، ممّا يتيح مزيجًا خاصَّا من الأفعال الجسديّة مع قدرات فكريّة عالية. بفضل هذا الدمج، يكون الشخص قادرًا على التخطيط، التخيّل، التفكير، التواصل وتنفيذ العمليّات المعقّدة. هذه القدرات هي أساس التطوّر الثقافيّ والتكنولوجيّ للإنسان وتسمح له باستغلال الموارد الطبيعيّة.

من بين الموضوعات المعروضة في المعرض، يمكنكم التعرّف على القدرات الفريدة التي تطوّرت لدى الإنسان، مثل: صناعة الأدوات، التحكّم في النار، الحماية من البرد، الصيد والحماية من الحيوانات المفترسة؛ الخيال، التفكير التخطيط والاتّصال؛ التفكير الرمزيّ، التواصل غير اللفظيّ – الإيماء (تعابير الوجه)؛ اللغة والكلام – تطوّر الكتابة. كما  تُعرض خصائص المجتمع البشريّ: الدين والمعتقد، الملكيّة والانتماء، العنف، التفرّد والزينة، التكافل الاجتماعيّ، وتراكم المعرفة ونقلها، وغير ذلك.

يركّز المعرض على مساهمة سكّان ما قبل التاريخ في أرض إسرائيل في استعادة التاريخ البشريّ، ومن بين أمور أخرى، يتناول الثورة الزراعيّة (8200-14900 قبل الحاضر)، التي كانت نقطة تحوّل في تاريخ البشريّة. أدّت سيطرة الإنسان على مصادر غذائه من خلال تدجين النباتات والكائنات الحيّة إلى زيادة كمّيّة الغذاء وسمحت لبعض السكّان بالتفرّغ إلى أعمال أخرى. يعتمد نظامنا الغذائيّ اليوم إلى حدّ كبير على تلك النباتات والكائنات الحيّة التي تمّ تدجينها في ذلك الوقت. في أعقاب الانتقال إلى اقتصاد الإنتاج تطوّرت التجارة، الملكيّة والممتلكات، وأدّت الزيادة في عدد السكّان إلى تطوّر مهن مختلفة وتكوين التسلسل الهرميّ الاجتماعيّ.

في الجزء الأخير من المعرض، يمكنكم رؤية أمثلة على الدراسات الجينيّة التي تساعد في استعادة أصل البشر في عصرنا، ومتابعة تطوّر السمات المختلفة بين مختلف المجموعات السكّانيّة في أنحاء العالَم.