00:44
طباعةمشاركة
  • זאב שצולם על ציר סגור של הצבא על הגבול עם סוריה
    باحث مع الذئاب

باحث مع الذئاب

  • ذئب التُقطت له صورة في إطار البحث على مسار مغلق للجيش على الحدود مع سوريا
طباعةمشاركة

تُربّى قطعان الأبقار في هضبة الجولان وترعى في المناطق المفتوحة، لكن ما الذي يحدث عندما تفترس العجول من قبل مفترسات، كالذئاب مثلًا؟ كيف تحقق التعايش بين الذئاب والبشر؟ يحاول شلومو برايسبلوم، الباحث في متحف الطبيعة، المساهمة في حلّ النزاع من خلال البحث البيئيّ. خلال ذلك، طوّر أيضًا قاعدة بيانات واسعة عن مجموعة منوّعة من الحيوانات في الجولان، والتي يمكن استخدامها لمزيد من الأبحاث.

كان شلومو برايسبلوم مهندسًا ميكانيكيًّا وعمل في شركة Intel، عندما صادف ذات يوم مقالًا غيّر مسار حياته المهنيّة. تناول التقرير الصراع بين الذئاب ومربّي القطعان في هضبة الجولان. شلومو، الذي كان دائمًا من محبّي الطبيعة، وعلى علم بقصّة عودة الذئاب إلى متنزّه يلوستون في الولايات المتّحدة، لم يستطع البقاء غير مبالٍ بالموضوع. كان يعلم أنّ الذئاب كانت آخر مفترس أعلى بقي في إسرائيل، وكانت أيضًا من الأنواع الرئيسة؛ أيّ أنّ وجودها وأفعالها تؤثّر على المجتمع البيئيّ بأكمله في المنطقة. لذلك من المهمّ الحفاظ على أعداد الذئاب من ناحية، ولكن من ناحية أخرى فإنّ وجودها يضرّ مربّي الماشية، لأنّها تفترس العجول. تواصل شلومو مع العديد من الأشخاص المقتبسين في المقال، بمن فيهم الدكتور درور بن عامي من منظّمة “حماية الطبيعة برحمة” “שמירת טבע בחמלה”، وطلب المشاركة في مشروع لتعزيز التعايش بين الذئاب والبشر في هضبة الجولان. من خلال هذا التواصل، وصل شلومو إلى مختبر البروفيسورة تمار ديان، رئيسة متحف الطبيعه، وبدأ بالدراسة للحصول على اللقب الثاني في علم الحيوان في جامعة تل أبيب. وهو حاليًا في مسار مباشر للحصول على درجة الدكتوراه.

ذئب وبقرة في هضبة الجولان

ذئب وبقرة في هضبة الجولان

كيف يُجرى بحث عن الذئاب؟

تتناول أبحاث شلومو تأثير البشر على أعداد الذئاب في هضبة، الجولان وتأثير الذئاب على الأنواع الأخرى في النظام البيئيّ. بحث شلومو هو بحث بيئيّ يفحص كامل النسيج الغذائيّ ومكان الذئاب فيه. من أجل مراقبة نشاط الذئاب، وضع شلومو 60 كاميرا مزوّدة بأجهزة استشعار للحركة في جميع أنحاء هضبة الجولان. تعمل أجهزة استشعار الحركة نتيجة حركة الحيوانات المختلفة، وليس الذئاب فقط، وبالتالي التُقطت صور لمجموعة منوّعة من الحيوانات. شكّل وجود الذئاب الموثّق في الصور التي تمّ الحصول عليها مقياسًا لقوّة نشاطها، وتم فحصه مقارنة بالتفاعلات البشرية واستعمالات الأرض. كانت الكاميرات منتشرة لتغطية أنواع مختلفة من استعمالات الأرض: الكروم والبساتين، حقول الألغام ، المحميّات الطبيعيّة، المناطق العسكريّة، المناطق المأهولة وغيرها.

الباحث يثبّت إحدى كاميرات البحث

الباحث يثبّت إحدى كاميرات البحث

ما الذي كنتم على استعداد لفعله من أجل بحثكم؟

بحث من  هذا النوع  هو بحث معقد جدًّا ويتطلب وجود الباحث في الميدان. لذلك، انتقل شلومو للسكن في هضبة الجولان طوال مدّة  البحث، ليتمكّن من تشغيل الـ 60 كاميرا التي وضعها. تطلبت بعض المناطق تصاريح دخول خاصّة من سلطة الطبيعة والحدائق والجيش. على سبيل المثال، لا يمكن دخول المناطق العسكريّة إلّا في عطلات نهاية الأسبوع، ووجد شلومو، الذي بحافظ على قدسيّة يوم السبت، نفسه يخرج من البيت في الساعة الرابعة صباحًا يوم الجمعة لفحص الكاميرات، لكي يكون لديه الوقت الكافي للعودة إلى البيت قبل حلول السبت. في مناطق أخرى، كان يجب عليه تنسيق الوضع مع مربّي الأبقار والمزارعين، وأكثر من مرّة اقتُلعت الكاميرات من أماكنها واختفت. كان تثبيت الكاميرات نفسه معقّدًا: كان لابدّ من وضعها في مكان مخفيّ بما يكفي لتقترب الحيوانات، ولكن ليس مخفيًّا للغاية، حتّى تتمكّن الكاميرا من التقاط الحركة والتقاط الصور. تم تثبيت معظم الكاميرات على طول الممرات، حيث تتم معظم حركة مرور الحيوانات عليها، ولكن ليس على المسارات الرئيسة، حيث توجد حركة نشطة للمتنزّهين والمركَبات. كانت هناك أيضًا أوقات الحيوانات هي التي سرقت الكاميرات أثناء توثيق ضبع أو خنزير برّيّ المشتبه بها في ارتكاب الجريمة.

أربعة ذئاب في غابة أودم

أربعة ذئاب في غابة أودم

كيف يمكن أن يؤدّي بحث واحد إلى مزيد من الأبحاث؟

على مدار ثلاثة أشهر ونصف، التقطت الكاميرات أكثر من مليون صورة! كيف يمكن التعامل مع هذا الكم الهائل من المعطيات؟ في المرحلة الأولى، استخدم شلومو برنامج ذكاء اصطناعي (AI)  لشركة مايكروسوفت لفرز جميع الصور التي لم يشاهد فيها أيّ حيوان. تضمنت المرحلة التالية تصنيفًا يدويًا لجميع الصور وفقًا لأنواع الحيوانات التي ظهرت فيها. لقد كانت عمليّة طويلة جدًّا تطلّبت ثلاثة مساعدين متخصّصين في البحث، وفي النهاية تبيّن أنه تم تصوير أكثر من 20 نوعًا مختلفًا: ذئاب بالطبع، ولكن أيضًا غزلان، حيوانات النمس، الوبر الصخريّ، الخنزير البرّيّ، الضبع، الشيهم، الأرنب، الغرير وغيرها. نتيجة لذلك، تمّ الحصول على قاعدة بيانات واسعة جدًّا عن مجموعة منوّعة من الأجناس في هضبة الجولان، والتي يمكن استخدامها لمزيد من البحث في المستقبل. من خلال التحليل الحيّزيّ والإحصائيّ للصور التي التقطها في الميدان، يقوم شلومو حاليًّا بفحص التأثيرات البشريّة على نشاط الذئاب في هضبة الجولان، والطريقة التي تساهم بها الذئاب في تصميم النظام البيئيّ بأكمله. سيتمّ نشر نتائج أولية للبحث قريبًا.

جانب من تشكيلة الحيوّانات في هضبة الجولان التي التُقطت لها صور خلال البحث

جانب من تشكيلة الحيوّانات في هضبة الجولان التي التُقطت لها صور خلال البحث

قد يثير اهتمامك أيضًا

جميع الحقوق محفوظة لمتحف الطبيعة على اسم شتاينهارت
אזור תוכן, for shortcut key, press ALT + z
Silence is Golden